الثاني خلال 45 عاماً.. تعيين أحد أفراد الأقلية السنية محافظاً لكردستان الإيرانية

الثاني خلال 45 عاماً.. تعيين أحد أفراد الأقلية السنية محافظاً لكردستان الإيرانية

في خطوة نادرة الحدوث، أعلن الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء، عن تعيين آره زره تن، وهو من الأقلية السنية، محافظًا لمنطقة كردستان الواقعة في غرب البلاد. 

ويأتي هذا التعيين كجزء من جهود الحكومة لتعزيز التنوع والتمثيل في المناصب العليا في البلاد، وفي خطوة اعتبرها البعض محاولة لفرض الاستقرار في البلاد، وفق وكالة "فرانس برس".

وفقًا لما نقلته وكالة إرنا للأنباء، قالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة موهاجراني: "آره زره تن، وهو شاب من الطائفة السنية، عُين محافظًا لكردستان". 

يشكل هذا التعيين أهمية خاصة باعتباره ثاني مرة يتم فيها تعيين سنّي في هذا المنصب منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979، حيث تم تعيين سنّي آخر لفترة قصيرة في فبراير 1979.

آره زره تن، الذي يبلغ من العمر 48 عامًا، هو إصلاحي شغل منصب نائب منذ عام 2020 حتى عام 2024، حيث مثّل مدينة باوه في غرب إيران. 

يُعرف زره تن بكونه ناشطًا في مجال الإصلاحات السياسية والاجتماعية، ويعتبر من الأصوات الداعمة لزيادة التمثيل السياسي للأقليات الدينية والعرقية.

السياق السياسي والإصلاحات

تشكل الأقليات السنية نحو 10% من سكان إيران، وندرت مشاركتهم في المناصب الحكومية الرئيسية منذ قيام الجمهورية الإسلامية.

تعهد الرئيس الإصلاحي بزشكيان خلال حملته الانتخابية بزيادة تمثيل النساء، والشباب، والأقليات العرقية والدينية، بما في ذلك السنة، في الحكومة.

في هذا السياق، عُين حسين عبدالكريم حسين زاده، وهو أيضًا من الأقلية السنية وإصلاحي، في أغسطس في منصب نائب الرئيس لشؤون التنمية الريفية والمناطق المحرومة.

تأتي هذه التعيينات كجزء من مبادرات الرئيس بزشكيان لتعزيز التنوع والشمولية في الإدارة الحكومية، وهي محاولة لتحسين التوازن بين مختلف المجموعات الدينية والعرقية في البلاد.

ردود الفعل والتوقعات

تلقى تعيين آره زره تن ترحيبًا من قبل الأوساط السياسية والإصلاحية، حيث يُنظر إليه كخطوة إيجابية نحو تحقيق مزيد من المساواة والشمولية في الحكم الإيراني. 

يرى العديد من المراقبين أن هذه الخطوة قد تساهم في تحسين العلاقات بين الحكومة المركزية والأقليات العرقية والدينية، وتفتح المجال لمزيد من التعاون بين مختلف المكونات الاجتماعية في إيران.

وفي الوقت نفسه، يترقب المراقبون كيف سيؤثر هذا التعيين على الأوضاع في كردستان الإيرانية، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه المنطقة. 

ومن المتوقع أن يلعب زره تن دورًا مهمًا في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة، وكذلك في تعزيز العلاقة بين الحكومة المركزية والمجتمع المحلي.

تتزامن هذه التطورات مع الجهود المستمرة للإصلاح السياسي في إيران، والتي تهدف إلى تعزيز التوازن والتنوع في جميع مستويات الإدارة الحكومية، ما يعكس التزام الحكومة بالإصلاحات الداخلية والتعامل مع القضايا المتعلقة بالتمثيل العادل للأقليات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية